مصــر

قدم باكثير مصر عام 1352هـ (1934م) قادماً من الحجاز، والتحق بقسم اللغة الإنجليزية في جامعة فؤاد الأول (القاهرة حالياً) عام 1945م، وتخرج عام 1949م ثم التحق بكلية التربية لمدة عام وتخرج عام 1950م. عمل باكثير بالتدريس عشرة أعوام في المنصورة (مدرسة الرشاد الثانوية) ثم انتقل إلى القاهرة وعمل بالتدريس خمسة أعوام أخرى.
ثم نقل إلى مصلحة الفنون بوزارة الثقافة والإرشاد القومي وقت تأسيسها وعمل فيها مع الكاتب نجيب محفوظ وكان رئيسهما في العمل الكاتب يحيى حقي.
تزوج باكثير في مصر عام 1943م وحصل على الجنسية المصرية عام 1951م.
وعاش باكثير في مصر حتى وفاته في غرة رمضان 1389هـ (10 نوفمبر 1969م).
أحب باكثير مصر وكتب عنها ولها العديد من الروايات والمسرحيات والقصائد الشعرية. وحتى حين تعرض للمضايقة والمحاصرة الأدبية في أخريات حياته وتلقى دعوات للعمل خارج مصر، فقد تلقى عرضاً من جامعة لندن سنة 1962م للتدريس فيها بقسم الدراسات الشرقية والأفريقية الذي كان يرأسه المستشرق روبرت سارجنت، وتلقى عرضاً آخر من الكويت ولبنان، ولكنه رفض تلك العروض وآثر البقاء في مصر، وكانت أغلى أمانيه أن يتوفى ويدفن في مصر، كما عبر عن ذلك في أنشودته الرائعة التي كتبها في حب مصر قبيل وفاته، وفيها يقول:
من يرى مصر ولا يعشق مصرا
جنة في الأرض للرحمن أخرى
وترى في كل شبر منه ذكرى
كبدي من حب مصر الدهر حرى
ما شفاها ما تعب الشفتان
آه يا مصر أحبك
********
أنا أهوى الصخر ملقى في ثراك
وأحب السحب تسري في سماك
وأرى موتي حياة في رضاك
لا للين أو نعيم في حماك
بل لتاريخ ودين وبيان
آه يا مصر أحبك
********
ليت شعري إن يحن فيك حمامي
ترتوي من حبك العذب عظامي
أم يظل الدهر لهفي وأوامي
آه إن طال بواديك منامي
هل تضمين رفاتي بحنان
آه يا مصر أحبك |